سماء إسرائيل مكشوفة.. "ضربة بن غوريون" تشعل معركة ردع جديدة في المنطقة

شكل اختراق الصاروخ الذي أطلقته ميليشيات في اليمن لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي المحصنة بأربع طبقات اليوم الأحد، حدثاً مهماً بالمفهوم العسكري، الأمر الذي من شأنه إعادة صياغة المعادلة الأمنية في المنطقة.
وطرح فشل المنظومة الإسرائيلية بالتصدي للصاروخ الباليستي الذي سقط في ، تساؤلات كبيرة في الأوساط الرسمية والشعبية في إسرائيل.
وفي مقدمة التساؤلات... كيف يمكن مواجهة هذا التحدي؟ ومن يحمي سماء إسرائيل، التي أصبحت مكشوفة رغم تحصينها بسلسلة من أحدث منظومات الدفاع الجوي في العالم؟
ردود الفعل الإسرائيلية التي أعقبت صدمة الانفجار الكبير الذي أحدثه الصاروخ بعد سقوطه في مطار بن غوريون، أظهرت حالة الاستنفار والغضب في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي توعدت برد مزلزل على الهجوم.
وبين تهديد وزير الدفاع يسرائيل كاتس برد "بسبعة أضعاف"، واتهامات الوزير السابق بيني غانتس، لإيران مباشرة بالوقوف وراء الهجوم، دخلت المنطقة، التي تعاني أصلاً من توترات، مرحلة جديدة من التصعيد.
جاء ذلك وسط تكهنات بأن الرد الإسرائيلي ربما يشمل ضرب منشآت إيرانية.
وقال الخبير العسكري عبد الله الحسينات إن "توجيه إسرائيل ضربة إلى بعض المنشآت الإيرانية أمر وارد لكونها المزود الأول لميليشيا الحوثيين في اليمن بالسلاح، ومن ضمنها الصواريخ الباليستية، لذا فإنها تعد المصدر الأول الذي يهدد أمنها القومي".
وأضاف الحسينات لـ"إرم نيوز" أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو قيام إسرائيل بالاشتراك مع الولايات المتحدة بتوجيه ضربات لأهداف حوثية في اليمن، والتي تشمل موانئ أو مستودعات أسلحة.
ورأى أن الضربة الإسرائيلية لأهداف حوثية ستكون قوية، وذلك بهدف الحفاظ على الردع في المنطقة، خاصة بعد نجاح جيشها بفرض سيطرته على العديد من المناطق في دول المنطقة، ومنها: لبنان، وسوريا.
"أما السيناريو الآخر لردة فعل الإسرائيلية فربما يتمثل في توجيه ضربة لأهداف إيرانية غير مباشرة في سوريا أو العراق ولبنان، وذلك إلى جانب الضربة التي ستوجهها لأهداف حوثية في اليمن"، وفق المتحدث ذاته.
ومن جانبه، يتفق المحلل السياسي والإستراتيجي سعيد بيطار ، مع وجهة النظر القائلة إن "إسرائيل ستركز ضرباتها على أهداف حوثية في اليمن لتدمير مواقع عسكرية ومنشآت إستراتيجية تشكل مصادر التمويل لميليشيا الحوثي، مثل: الموانئ، والمطارات".
وأكد بيطار في حديثه مع "ارم نيوز"، أن المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تشعر بالصدمة في الوقت الراهن بعد وصول صواريخ الحوثيين إلى مطار بن غوريون.
وأضاف: "لذلك فإن ردة فعلهم ستكون قوية، وربما تتضمن استخدام قنابل ثقيلة الوزن، بالإضافة إلى شن هجوم مكثف بالمسيّرات على أهداف حوثية".
وأشار إلى أن المنطقة، بغض النظر عن طبيعة الرد الإسرائيلي على هجمات الحوثيين، قد دخلت في مرحلة صراع جديدة وبأساليب مختلفة لن تقتصر على استخدام الضربات الجوية فقط، بل ستشمل هجمات لفرق كوماندوز خاصة داخل الأراضي اليمنية لتنفيذ مهام محددة.