هل تتحول اليمن رسميا إلى ساحة حرب دولية بين إيران والغرب؟

تبنّت مليشيا الحوثي، عملية عسكرية بصاروخ باليستي 'فرط صوتي'، استهدف مطار 'بن غوريون'، في تل أبيب، بفلسطين المحتلة، فشلت منظومات الدفاع الإسرائيلية في التصدي له، مؤكدة استمرارها بالهجمات مهما كانت التداعيات.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن الصاروخ سقط في مطار 'بن غوريون'، وتسبب في موجة انفجارات هائلة، مشيرا إلى أن الإسعاف الإسرائيلي تمكن من تقديم الرعاية الطبية لثمانية مصابين بجروح، أحدهم إصابته متوسطة.
الاحتلال توعد بالرد كما فعل سابقا، في إشارة إلى غاراته السابقة على اليمن، فيما ظهرت أصوات إسرائيلية تطالب بالرد القاسي على طهران.
- جر المعركة إلى إيران
يقول المحلل العسكري، الرائد مصطفى القحفة: "الصاروخ الذي أطلقته مليشيا الحوثي، اليوم، باتجاه إسرائيل هو يعد السابع والعشرين، خلال الشهر، وهذه العملية العسكرية تأتي في غضون العمليات العسكرية الجوية الأمريكية المستمرة على اليمن".
وأضاف: "الولايات المتحدة الأمريكية عارضت أن تكون إسرائيل مشاركة معها في الهجمات العسكرية؛ لأننا نعلم جيدا بأن إسرائيل دائما ما تستهدف في هجماتها الأعيان المدنية، فالولايات المتحدة الأمريكية، في حرب غزة، حاولت ألا تشرك نفسها بعد الإشكال القائم من قِبل المجتمع الدولي، في تشويه سمعتها وصورتها".
وتابع: "أنا أظن وأتصور أن الولايات المتحدة الأمريكية ستمنع إسرائيل من تنفيذ أي هجوم عسكري على اليمن".
وأردف: "إسرائيل تريد أن تجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب ضد إيران؛ لأجل لا يتم تجديد البرنامج النووي في عقود جديدة، ما بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية".
وزاد: "الصاروخ، الذي أطلق عليه ما يسمى في العلم العسكري 'الفرط صوتي'، يشكل ضجة، وتمتلكه ثلاث دول رئيسية فقط، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، أما بقية دول العالم تمتلك صواريخ باليستية".
وأوضح: "الصاروخ الباليستي عندما ينفجر الرأس القتالي يتطاير حتى يتموّه على الرادارات والدِّفاعات الجوية، وهذا ما يحدث دائما، فالمليشيا الحوثية، ومن خلفها إيران، لا تمتلك صواريخ 'فرط صوتية'، وإنما صواريخ تحمل رؤوسا وهمية، تصدر أصواتا دون إحداث أي أضرار".
وقال: "الصاروخ، الذي تحدثت عنه المليشيا الحوثية وأيضا الإعلام الإسرائيلي بأنه أحدث انفجارا وفجوة كبيرة من 25 إلى 30 مترا، كله للتهويل والتضليل، وأيضا لجر الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس ترامب إلى حرب ضد إيران، وأيضا لتسعى إسرائيل لاستهداف أهداف مدنية في اليمن، وهذا ما لم ترضَ به ولم تقبل به الولايات المتحدة الامريكية".
- تهديد غير جديد
يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني: "التهديد الأمريكي ليس تطورا جديدا، فهناك جولات متكررة من الرد على اليمن أو الانتقام -إذا صح التعبير، وهذه عمليات الانتقام من اليمن المتكررة دائما ما تفشل".
وأضاف: "هذه الجولة الأمريكية، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من شهر ونصف، أخفقت على الرغم من أن إدارة ترامب أرادت أن تختار الهدف الثاني، وهو تدمير القدرات العسكرية، والقدرات الصاروخية، والطيران المسيّر، بعكس ما كانت قد اختارته إدارة بايدن، وهو تحقيق هدف حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وبالتالي كانت عملياتها تأتي بين فترة وأخرى".
وتابع: "ترامب فشل, والإدارة هذه فشلت، وإطلاق صاروخ إلى مطار 'بن غوريون' هو أكبر دليل على أن الولايات المتحدة الأمريكية، فشلت، وأن الحملة الأمريكية فشلت".
وأردف: "إذا قال الكيان الإسرائيلي إنه سيقوم بعملية رد انتقامية هو بحاج إلى وقت حتى تكون هناك عملية، والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا دائما ما كانتا تقومان بعمليات حماية لكيان العدو الإسرائيلي، وهي التزام تقليدي، والكيان الإسرائيلي لا يمكن أن يخرج عنه".
وزاد: "حتى إذا كانت هناك عملية رد إسرائيلية، وهي متوقعة، فستكون عملية ربما واحدة، ونتنياهو قال إن هذا لا يكفي، وبالتالي يحتاج إلى أن يكون هناك تنسيق أكثر مع الولايات المتحدة الأمريكية".